جنين تحت نيران العدوان| الاحتلال يقتحم المخيم بالطائرات والآليات العسكرية.. والمقاومة تتصدى وتدعو للنفير العام
8 شهداء و35 جريحا والعدد مرشح للارتفاع.. والاحتلال يمنع يمنع الطواقم الطبية من الوصول للمصابين
واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه غير المسبوق على مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية، في عملية عسكرية أطلق عليها الاحتلال اسم “السور الحديدي”. العملية التي بدأت بأمر من المستوى السياسي الإسرائيلي، تأتي بعد قرار “الكابينت” الإسرائيلي الجمعة الماضي بتوسيع أهداف الحرب لتشمل الضفة الغربية.
وفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، بدأت العملية العسكرية تحت عنوان “إحباط الإرهاب”، بمشاركة قوات من الجيش الإسرائيلي، الشاباك، وحرس الحدود. وسائل الإعلام أكدت أن العملية ستستمر لأيام عديدة، وسط أنباء عن قوات كبيرة من الاحتلال التي تدفقت إلى المدينة من كافة الاتجاهات. كما أُفيد بأن “الشاباك” قد قام بتعطيل شبكة الإنترنت في مخيم جنين، في خطوة تهدف إلى منع التواصل والتنسيق بين المقاومين.
وقد تفاعل مقاومو الضفة الغربية مع العدوان الإسرائيلي، حيث أعلنت سرايا القدس – كتيبة جنين عن تصدي مقاتليها لاقتحام قوات الاحتلال في محاور القتال، بينما أفادت كتائب شهداء الأقصى – جنين بمواصلة اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال، محققة إصابات مباشرة في صفوفهم.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، أن عدد الشهداء ارتفع إلى 8، بينما تجاوزت الإصابات 35، وهو رقم مرشح للارتفاع في ظل استمرار العدوان. من بين الشهداء، عرف من بينهم: معتز أبو طبيخ، ورائد أبو سباع، وأحمد شايب، وأمين زوايدة صلاحات، وخليل السعدي، وعبد الوهاب السعدي.
وفي سياق متصل، تواصل قوات الاحتلال منع طواقم الإسعاف من الوصول إلى المخيم لنقل المصابين، لا سيما في حي الدمج، حيث تحاصره منذ أكثر من ساعتين. قوات الاحتلال تتخذ من الأسطح والبنايات المقابلة لمخيم جنين مواقع لقناصتها، مما يعيق تحركات المواطنين والطواقم الطبية.
لم تقتصر الاعتداءات على الأرض فقط، بل شملت الهجمات الجوية أيضًا. حيث شاركت الطائرات الحربية الإسرائيلية في القصف العنيف على المدينة والمخيم، مما أسفر عن أضرار كبيرة دون أن يُسجل وقوع إصابات جراء قصف طائرات مسيرة بالقرب من مدرسة الزهراء. كما قامت طائرات الأباتشي الإسرائيلية بإطلاق النار في سماء المخيم.
وفي رد فعل رسمي، أدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى العدوان الإسرائيلي على جنين، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف الاعتداءات الوحشية للمستوطنين والإجراءات غير الشرعية للاحتلال. وأكد أن انسحاب الاحتلال من قطاع غزة يجب أن يكون مطلبًا سياسيًا وقانونيًا وإنسانيًا لا تهاون فيه.
من جانبها، أكدت حركة حماس أن العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين ستفشل كما فشلت العمليات السابقة، مشددة على أن الإرادة الفلسطينية لن تنكسر أمام جرائم الاحتلال. ودعت حماس جماهير شعبنا في الضفة الغربية إلى النفير العام وتصعيد الاشتباك مع قوات الاحتلال في كافة نقاط التماس، بهدف إرباكه وإفشال العدوان الإسرائيلي على جنين.
بدورها، نعت حركة حماس شهداء جنين، وأشادت ببسالة المقاومين الذين تصدوا للاحتلال، مشيرة إلى اشتباكهم المستمر مع الجنود الإسرائيليين واستهدافهم بالعبوات الناسفة.
هذا العدوان المتواصل يبرهن على صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال، الذي يواصل انتهاكاته بحق المدنيين في محاولة يائسة لقمع المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.