ترامب يربك قمة السبع بدعمه لبوتين ورفضه بيانًا حول إيران وإسرائيل

كتب – أحمد سلامة

شهدت قمة مجموعة السبع المنعقدة في منتجع كاناناسكيس بجبال روكي الكندية توترات مبكرة بسبب مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصف استبعاد روسيا من مجموعة الثماني بأنه “خطأ كبير”، وأعلن رفضه التوقيع على بيان مشترك حول الحرب بين إسرائيل وإيران، مما فاقم الخلافات داخل التكتل الدولي.

وفي الوقت الذي اجتمع فيه قادة الدول الصناعية السبع الكبرى – وهي الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان – إلى جانب الاتحاد الأوروبي، سعياً لتنسيق المواقف بشأن الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، بدا واضحًا أن ترامب يشكل عاملًا معرقلًا لمساعي التوافق، بعد أن عبّر عن دعمه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين واقترح أن تلعب موسكو دور وسيط في الأزمة مع إيران.

وأفاد تقرير لصحيفة “التلجراف” أن ترامب دخل في خلاف مع قادة المجموعة على خلفية رفضه توقيع بيان القمة المتعلق بالنزاع بين إسرائيل وإيران.. وكان نص البيان يدعو إلى حماية المدنيين من الجانبين وإخضاع المنشآت النووية الإيرانية لرقابة دقيقة، لكن ترامب اعتبر أن ما ورد غير كافٍ، مشددًا على ضرورة منع إيران من تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، وهو ما يتعارض مع المواقف الأوروبية الداعية إلى حلول دبلوماسية وتدرج في القيود.

وخلال ظهوره إلى جانب رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، قال ترامب إن استبعاد روسيا من مجموعة الثماني بعد ضمها شبه جزيرة القرم عام 2014 كان “خطأً”، مضيفًا أن بوتين ما كان ليقدم على غزو أوكرانيا عام 2022 لو لم يتم استبعاده.. وأثارت هذه التصريحات قلقًا واسعًا لدى عدد من القادة، معتبرين أنها تمنح موسكو غطاءً سياسيًا وتضعف موقف أوكرانيا في مفاوضاتها مع الحلفاء.

واقترح ترامب في اتصال هاتفي مع بوتين أن تلعب روسيا دور الوسيط مع إيران، وهو ما قوبل برفض فرنسي قاطع، إذ قال الرئيس إيمانويل ماكرون إن موسكو لا يمكن أن تكون طرفًا في جهود التهدئة، كونها “بدأت حربًا غير مشروعة ضد أوكرانيا”.

وأشار دبلوماسيون أوروبيون إلى أن تصريحات ترامب تعكس استمرار حضور روسيا في الذهنية السياسية الأمريكية رغم الخلافات الحادة بين واشنطن وموسكو.

وأعرب هؤلاء المسؤولون عن أملهم في أن يتمكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال اجتماعه المرتقب مع القادة، إلى جانب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، من التأثير على موقف ترامب، وجرّه نحو سياسة أكثر تشددًا تجاه الكرملين.

وفي هذا السياق، قال ماكرون إن على مجموعة السبع أن تركز على تحقيق تقارب جديد بشأن دعم أوكرانيا، والتوصل إلى وقف إطلاق نار يفتح الباب أمام “سلام قوي ودائم”، مؤكدًا أن الرهان الحقيقي يتمثل في معرفة مدى استعداد ترامب لفرض عقوبات أقسى على روسيا في حال استمرت في حربها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *