بلاغ من أسرة أحمد فؤاد نجم يتهم محمد الباز بسب وقذف الشاعر الراحل.. ومالك عدلي: أساء له بألفاظ يعاقب عليها القانون في فيديوهين على صفحته

عدلي: حذف الفيديو الأول بدعوى “احترام مشاعر أسرته”.. لنفاجأ بنشره فيديو آخر يواصل فيه الإساءة للشاعر الراحل


محامي الأسرة: الباز وصف نجم بـ”المرتزق” واتهامات أخرى تشكل جريمة سب وقذف.. وأرسلنا إنذارا لـ”الدستور” لتوضيح موقفها من ظهور شعارها

كتب- محمود هاشم

تقدمت أسرة الشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، ببلاغ أمام الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية المعروفة إعلاميا بـ”مباحث الإنترنت”، ضد رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة “الدستور” محمد الباز، لاتهامه بسب وقذف الشاعر الراحل، في مقطعي فيديو عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”. 

وكان الباز نشر منذ أيام مقطعي فيديو، عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، موجها إساءات لنجم وواصفا إياه بـ”المرتزق” و”المزور” والممول من جهات داخل وخارج مصر، وغيرها من الاتهامات التي يعاقب عليها القانون. 

وقال المحامي مالك عدلي، محامي الأسرة، إن نوارة نجم، ابنة الشاعر الراحل فوجئت في 18 يناير 2023 بانتشار فيديو للباز يسيء لوالدها بأوصاف يعاقب عليها القانون، وبناء عليه تم التوجه إلى الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية لاتخاذ الإجراءات القانونية ضده. 

وأضاف عدلي لـ”درب”: “لاحظنا وجود شعار صحيفة “الدستور” في الفيديو الأول، وبناء على قانون تنظيم الصحافة والإعلام أرسلنا إليها إنذارا على يد محضر لممثلها القانوني توضيح موقفها من ظهور شعارها في الفيديو، الذي يشكل جريمة جنائية ويساءل عنه مرتكبه مدنيا، بعدها فوجئنا بالباز يحذف الفيديو من صفحته، لينشر فيديو آخر، أمس الثلاثاء 24 يناير 2023، يواصل فيه الإساءة لنجم، ويوجه له اتهامات كاذبة، فتوجهنا صباح اليوم الأربعاء، للتقدم بمحضر تكميلي، انتظارا لإحالة المحضر للنيابة العامة واتخاذ الإجراءات اللازمة بمعرفة الإدارة المختصة”. 

https://www.facebook.com/mohmmedelbazz/posts/716460070045809?__cft__[0]=AZVf0c3BbI5NmokNu5mcvr95R7mVUGl64r4uiQRRJr9XtQdZHwkTAGp5spd823nCx8P9UQM3MmVqKJ6_PFXxWxHHspLzMiCYXDtlPJCgG6ezjB_w6py7uYGFdYHA54qWLGeHm0gGFyDcjxFMoB9DYdFQpG1z6YUegUp0cMjfnIUNlHmbhhMeVSyyub-dk9q1Zus&__tn__=%2CO%2CP-R

كان الباز قد حذف مقطع الفيديو الأول له عن فؤاد نجم، بدعوى “تقديره لأسرته ومشاعر ابنته، وشعورهم بالأذى من نشره”، قبل أن يعلن عن نشر فيديو آخر، يواصل فيه الإساءة للشاعر الراحل. 

https://www.facebook.com/mohmmedelbazz/posts/716460070045809?__cft__[0]=AZVf0c3BbI5NmokNu5mcvr95R7mVUGl64r4uiQRRJr9XtQdZHwkTAGp5spd823nCx8P9UQM3MmVqKJ6_PFXxWxHHspLzMiCYXDtlPJCgG6ezjB_w6py7uYGFdYHA54qWLGeHm0gGFyDcjxFMoB9DYdFQpG1z6YUegUp0cMjfnIUNlHmbhhMeVSyyub-dk9q1Zus&__tn__=%2CO%2CP-R

واستكمل مالك: “نحن نتفهم الحق في نقد أحمد فؤاد نجم كشاعر أو نقد مواقفه السياسية، بحكم أنه شخصية عامة، لكننا في الوقت ذاته نرفض التطاول على أحد أبرز أعلام الشعر العربي بألفاظ واتهامات كاذبة يعاقب عليها القانون، وأنه لا يجب أن يستغل الباز موقعه كإعلامي في السب والقذف والتشهير، خاصة أنه لا أحد فوق القانون”. 

كان الفاجومي رحل عن دنيانا في 3 ديسمبر 2013، عن عمر ياهز 84 عاما، بعد عودته من العاصمة الأردنية عمان، التي أحيى فيها آخر أمسياته الشعرية برفقة فرقة الحنونة بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقد تم تشيع الجثمان من مسجد الحسين بمدينة القاهرة. 

وغيب الموت انجم بعدما غنى للأمل والثورة وعبر عن المهمشين والفقراء والمظلومين وكان صوتهم القوي في وجه كل الأنظمة التي هضمت حقوقهم، عاش نجم بين الناس وأحب الفقراء الذين انتمى لهم وعبر عن أحلامهم مثلما عبر عن آمال الوطن في لحظات فاصلة من تاريخه، وظل على العهد مخلصًا لفكرته ومدافعًا صلبًا عن كل ما آمن به. 

كانت البداية في عام 1929 حين ولد أحمد فؤاد نجم في قرية كفر نجم وبعد وفاة والده عاش في الملجأ، وكان رفيقه في نفس الحجرة الفنان عبد الحليم حافظ، لكن العلاقة لم تدم بعد خروجهما من الملجأ، حفظ نجم القرآن الكريم، وساعد نفسه في تعلم القراءة والكتابة، وعمل في مهن متعددة ليكسب قوت يومه. 

انتقل الفاجومي من محافظة الشرقية إلى القاهرة في وقت كانت تشهد فيه مصر تحولات كبيرة من انتقالها من النظام الملكي للجمهور، عمل في مهن كثيرة، ودخل السجن في قضية سرقة، وتعرفت على أنماط جديدة من البشر، وهو ما أنضج تجربته الشعرية وجعلها لصيقة بالناس وهمومهم. 

وكون مع الشيخ إمام ثنائي متميز، وقدما عشرات الأغاني التي مازالت تتردد لصدقها وقربها من هموم الإنسان المصري وقضاياه، وعالجت المشكلات المجتمعية بطريقة ساخرة وناقدة. 

شكلت نكسة 1967 علامة فاصلة في نجم ككل جيله الذي عاش هذه اللحظة المؤلمة من عمر الوطن، فنزف أغنية بقرة حاحا، كما يقول الكاتب صلاح عيسي في كتابه «أحمد فؤاد نجم.. شاعر تكدير الأمن العام» في 8 يونيو 1967، وبعدها كتب: «الحمد لله خبطنا/تحت بطاطنا/ يا محلا رجعة ظباطنا من خط النار». 

يقول نجم إنه «في جنازة عبد المنعم رياض، كنت قريبا من عبد الناصر وقلت له مفيس حل سلمي ياريس، وأنت في وسط الناس أهو»، لكن دخل السجن بعد النكسة ولم يخرج إلا في بدايات عصر السادات ضمن آخر 4 معتقلين، يقول نجم إن عبد الناصر قال: «إن الناس دي مش هتخرج من السجن طول ما أنا عايش»، فببساطة ذلك هو ما حدث بالفعل ولم يخرج إلا بعد وفاته أثناء تصفية أنور السادات للمعتقلين السياسيين في عهد عبدالناصر . 

وبالفعل مات عبد الناصر ونجم سجين في المعتقل، لكن هذا لم يمنعه من البكاء عليه، وأن يرثيه بقصيدة ختمها بـ«عاش ومات وسطنا.. على طبعنا ثابت.. وإن كان جرح قلبنا كل الجراح طابت». 

وفي عهد السادات لم تكن العلاقة أفضل حتى أنه وصفه بـ«الشاعر البذيء»، بعد انتصارات أكتوبر اختار نجم أن يغني للجندي، ابن الفلاحين الذي انتصر بعد هزيمة قاسية إيمانًا منه بأن النصر حققه الجنود من أبناء طبقات الشعب المختلفة، فكتب «هما مين وإحنا مين». 

ومع اتجاه السادات للانفتاح الاقتصادي والسلام مع إسرائيل هاجمه السادات بقصائد «ريسنا يا أنور»، و«الفول واللحمة» و«على الربابة» و«بوتيكات» و«البتاع»، وبعد زيارة الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون كتب قصيدة نيكسون بابا، وهي القصيدة التى تسببت فى سجن أحمد نجم حتى رحيل السادات. 

وفي عصر مبارك اختار نجم الوقوف ضد سياسات الخصخصة والتوريث وهاجم مبارك في أكثر من قصيدة أبرزها «الشكارة»، و«كانك مافيش». 

اختار نجم الغناء للوطن لا لشخص حاكم أو مسؤول في أغنيته الشهيرة مصر يا أمة يا بهية، لذلك حين قامت ثورة 25 يناير 2011 كانت قصائد نجم حاضرة في الميدان وصوته مجلجلاً، ولم لا وهو الذي كتب قبل عشرات السنين: «كل ما تهل البشاير/ من يناير كل عام/ يدخل النور الزنازن/ يطرد الخوف الظلام»، وكأنه يتبنأ بالثورة وبموعدها. 

حتى أن أشهر مانشيتات الثورة كان مقتبسًا من قصيدة لنجم يقول فيها: «صباح الخير علي الورد اللى فتح فى جناين مصر». 

كان نجم أحد آباء الثورة، يستقبل النشطاء والثوار في بيته ينصحهم ويستمع لهم، ورغم ذلك لم يكتب عن ثورة يناير وهو ما فسره بأنه يحتاج إلى وقت كي يكتب عن حدث عظيم مثل 25 يناير، وهو نفس الأمر الذي جعله يعتذر للشهداء ويعدهم بالكتابة لكن القدر لم يمهله حتى يحقق أمنيته. 

عارض نجم الرئيس المعزل محمد مرسي، وتوقع سقوطه سريعًا بسبب سياساته وهاجمه بقصيدة قال فيها: «ملعون جنابك، ملعون كمان اللى جابك، ملعون قطيعك، على اللى فكر فيوم يطيعك، على اللى سابـك تنشر كـلابك». 

رحل نجم، لكنه سيعيش طويلاً بإبداعه وبسيرته الطيبة وشعره الذي سخره لقضايا أمته وأحلام وطنه فلم تكف الذاكرة الشعبية عن استدعاء كلماته في كل مناسبة تخص الوطن والبسطاء من أبناء الشعب. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *