اليوم العالمي لحرية الصحافة| رسالة من الزميل مصطفى الأعصر لـ البلشي للتذكير بقضيته: مازلت أحاول الحفاظ على إنسانيتي

الأعصر: خروج عدد من الصحفيين خلال الفترة الأخيرة أعاد لي الأمل ولعل القادم يحمل لنا الأفضل ويعوضنا عن كل الأيام المرة

قبل ما اتحبس كنت بأخاف جدا من السجن بعد ما اتسجنت اكتشفت أن أزمة السجن الحقيقية هي الملل والضجر.. شيء مؤلم جدا إنك تكون في صراع مع الوقت

درب

تلقى خالد البلشي رئيس تحرير درب، رسالة مؤثرة من الزميل الصحفي مصطفى الأعصر بمحبسه بسجن طره، يذكر فيها بقضيته وبمشكلة حبسه مع بداية عامه الرابع في الحبس الاحتياطي، موجها الشكر لكل من يدعمونه، ومتمنيا أن يكون خروج عدد من الصحفيين خلال الفترة الأخيرة بداية من اسلام الكلحي وحسن القباني، وصولا لسولافة وحسام، مؤشرا على أن القادم أفضل. وأرسل الأعصر مع رسالته هدية تهنئة برمضان، عبارة عن بردية مرسوم عليها لوحة وزخارف إسلامية مصحوبة بعبارة رمضان كريم.

كان الأعصر قد تم القبض عليه في فبراير 2018، بينما يستقل سيارة أجرة، أوقفتها قوات الأمن، وبعد قرابة شهر من الإختفاء ظهر الأعصر في نيابة أمن الدولة العليا وجرى إدراجه على ذمة القضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، وظل محبوسا على ذمة القضية حتى 7 مايو 2020، وصدور قرار نيابة أمن الدولة بإخلاء سبيله بعد تجاوزه مدة الحبس الاحتياطي المنصوص عليها في القانون بـ24 شهرا، وبالفعل تم نقل الأعصر إلى قسم الشرطة التابع له لإكمال إجراءات إخلاء السبيل.

وفي 11 مايو 2020، فوجئ الأعصر بإعادته من جديد إلى نيابة أمن الدولة ليكتشف تدويره على ذمة قضية جديدة حملت أرقام 1898 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، ليواجه عليها نفس الاتهامات السابقة بنشر أخبار وبيانات كاذبة وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

*****

“مازلت أحاول الحفاظ على إنسانيتي وعلى اتزاني النفسي والعقلي” هكذا تحدث الأعصر في رسالته عن أوضاعه بالحبس قائلا إنه بخير أو على الأقل “افضل من غيره كثيرا” على حد تعبيره، وأوضح شارحا تأثير الحبس عليه وعلى المحبوسين لفترات طويلة” بعد فترة طويلة من السجن، ومع تكرار الضغوط الموضوع بيتحول لشكل من أشكال  التعود السخيف والممل، عداد الأيام بيعطل، والتواريخ بتدخل في بعضها، والسنين بتفقد معناها”

وعن مشاعره بالسجن وكيفية مرور الوقت ثقيلا قال الأعصر ” قبل ما اتحبس كنت بأخاف جدا من السجن، بعد ما اتسجنت اكتشفت إن السجن مش بيخوف وإن “الخوف أعظم من أسبابه نكدًا” حسب تعبير تميم البرغوثي،  اكتشفت إن أزمة السجن الحقيقية هي الملل والضجر، شيء مؤلم جدا إنك تكون في صراع مع الوقت”

ورغم الضجر والملل لم يفقد الأعصر الأمل حتى ولو تجسد في استمرار الحياة والقدرة على البقاء ” في النهاية الوقت يمضي ونحن لازلنا باقين”.

لكن طموح الأعصر في نهاية معاناته التي استمرت أكثر من 3 سنوات لا يتوقف يتلمس أسبابه في كل خبر جديد عن نهاية معاناة محبوسين آخرين كانوا في نفس ظروفه” ولعل خروج عدد من الصحفيين خلال الفترة الأخيرة مثل حسن القباني، وصولا لحسام وسولافة رجع لي بعض الأمل، ولعل  القادم يحمل لنا الأفضل، ويعوضنا عن كل الأيام المرة والوقت الضائع، أو هكذا نأمل”.

ويختم الأعصر خطابه برسالة محبة للجميع ” أكرر شكري مرة تانية، وكنت متعمد أكتب جوابي بالعامية مش بالفصحى، عشان خفت أقع في فخ الشكل الرسمي، وفضلت أكتب الكلام زي ما بأقوله حتى لا يفقد الحميمية ومشاعر الأخوة والمحبة والامتنان”  لك من قلبي المحبة.. واتمنى لك السلام والطمأنينية، وإلى لقاء قريب” فهل يتحقق أمل الأعصر ونراه بيننا قريبا؟

لا تنسو الأعصر فنسيانه هو أكثر هواجسه ألما، يخشى أن يظل وحيدا في السجن وينساه الأصدقاء، لذلك كانت رسالته “لا تنسوا صاحب المقعد الأخير” شاهدة على هذه المخاوف، لتصبح أيقونة في المطالبة بالإفراج عن الأعصر وإنهاء معاناته وهواجسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *