الفارق 3 ساعات.. عفاف عبد العاطي ومحمد العاصي حكاية زوجين في الخط الأول لمواجهة كورونا يرتقيان مع شهداء الأطباء بالدقهلية

منى ناجي

لم يتحمل الزوج الدكتور محمد العاصي مفارقة زوجته الدكتورة عفاف عبد العاطي، كانا مصابين بفيروس كورونا أثناء عملهما لينضما إلى مئات الشهداء من الأطباء الذين يرتقون كل يوم ولم يتوقفا يوما عن دورهما في الخط الأول في مواجهة كورونا ومحاولة وقف انتشاره وعلاج مصابيه.

يقول الطبيب سعد طويلة صديق الأسرة لـ”درب”عرفتهما منذ ربع قرن تقريبا، حيث كان مدير المستشفى الذي أعمل به، كان مجاملا لأقصى درجة جاني بجانبي في كل حدث أمر به بكلماته ومواقفه الجميلة.

وتابع: أظن أنه كان مرتبطا بزوجته ارتباطا شديدا وأدرك أنه لن يستطيع أن يكمل حياته بدونها بعد كل هذه العشرة وأن الحياة ستصبح فارغة بدونها، فرحل بعد وفاتها بـ 3 ساعات، رحمهما الله، وفقدت الأسرة الأب والأم في ساعات وتحولت صفحات الأبناء إلى دفاتر عزاء.

كان الدكتور أسامة الشحات نقيب الأطباء بالدقهلية، أعلن أمس الأربعاء رحيل الزوجين طبيبين في يوم واحد متأثرين بإصابتهما بفيروس كورونا المستجد، ليصل عدد شهداء الأطباء لـ 68 شهيدا من بين أطباء المحافظة.

وأضاف رحلت الدكتورة عفاف عبد العاطي استشاري الجلدية السابق بمستشفى المطرية، ليرحل بعدها رفيق عمرها زوجها الدكتور محمد العاصي بعد أقل من 3 ساعات على رحيلها متأثرين بإصابتهما بكورونا.

يضيف سعد طويلة، “عملت مع الراحلين منذ أكثر من 20 عاما كانا من أخلص الأطباء وأراد الله أن يرتبطا وكانا مضرب الأمثال في المودة والاحترام حتى تمت إحالتهما للمعاش وكان لهما عيادة واحدة تجمعهما معا للكشف على المرضى، وانتقلا للحياة في القاهرة منذ سنوات وعمل العاصي بإحدى مستشفيات التأمين الصحي حتى فارق الحياة هو وزوجته”.

يذكر أن الفقيدين لديهما 3 أبناء الأكبر فارق الحياة والثانية أستاذ بطب للمنصورة، والثالث محامي

ويواصل فيروس كورونا المستجد في حصد الأرواح التي تسقط كل دقيقة متأثرين بإصابتهم، ويأتي في المقدمة الفريق الطبي الذي يستغيث يوميا بضرورة الالتزام والتباعد، واللجوء لتلقي اللقاحات الموجودة لمن تتوافر به الشروط، إلا أن الفيروس يأبى التراجع دون أن يخلف ضحايا بشكل يومي.

كانت نقابة الأطباء قد أعلنت أمس الأربعاء ارتفاع الشهداء من الأطباء المصابين فيروس كورونا إلى 472 طبيبا منذ فبراير 2020.

وتقدمت النقابة بخالص العزاء لأسر الأطباء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *