الضفة تحت النار: اجتياحات واعتقالات وتدمير ممنهج في جنين وطولكرم وطوباس
تصاعد العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية، حيث واصل جيش الاحتلال اقتحاماته الواسعة لمناطق مختلفة في شمال الضفة، شملت مخيمي جنين وطولكرم وبلدتي جبع والعقبة وتياسير، في مشهد يومي من العنف المنظم والاستهداف الممنهج للسكان والبنية التحتية.
في جنين، يدخل العدوان الإسرائيلي يومه الثاني والتسعين، وسط عمليات تجريف متواصلة وإحراق للمنازل وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية. وأفاد مراسل “الغد” بأن قوة خاصة إسرائيلية اقتحمت الحي الشرقي للمدينة، واعتقلت شابًا بعد محاصرة منزله وتفتيشه. وقد بلغ عدد المعتقلين منذ بداية العام في المدينة والمخيم نحو 600 معتقل، وفقًا لبيانات نادي الأسير الفلسطيني. كما أشارت إحصائيات رسمية إلى نزوح أكثر من 21 ألف مواطن من جنين ومحيطها في ظل أوضاع إنسانية متدهورة.
في طولكرم، تواصلت عمليات الاقتحام والاعتقال، حيث دخل العدوان يومه السادس والثمانين على المدينة والمخيم، في حين تعرض مخيم نور شمس للاقتحام لليوم الثالث والسبعين على التوالي. قوات الاحتلال دفعت بآلياتها إلى وسط المدينة ونفذت حملات تفتيش وتنكيل بالمواطنين، مع تسجيل 250 حالة اعتقال منذ بدء التصعيد.
بلدة جبع جنوب جنين شهدت هي الأخرى اقتحامًا واسعًا نفذته قوة خاصة إسرائيلية، تسللت بمركبة تحمل لوحة فلسطينية، قبل أن تصل تعزيزات عسكرية ضخمة، وتحاصر عددًا من المنازل وتعتقل ستة شبان بعد تفتيش وتخريب واسع. العملية التي استمرت لساعات خلّفت حالة من الذعر بين الأهالي، خاصة الأطفال والنساء، في ظل تصاعد وتيرة الاعتداءات المتكررة.
وفي طوباس، اجتاح جيش الاحتلال قريتي العقبة وتياسير شرق المدينة، حيث رافقت الجرافات العسكرية القوات المقتحمة، ونفذت أعمال تجريف وتدمير طالت الشوارع وشبكات المياه والصرف الصحي. وشهدت المنطقة تدميرًا لمنازل ومنشآت زراعية واعتداءات جسيمة على السكان، إضافة إلى إغلاق مداخل القرى بالكامل، ما تسبب في شلل تام في الحركة وتعطيل الحياة اليومية.
وسط هذه التطورات المتلاحقة، تحذّر منظمات حقوقية من كارثة إنسانية تلوح في الأفق، في ظل صمت دولي مطبق واستمرار سياسات العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين في مختلف مدن وبلدات الضفة الغربية.