الحركة المدنية تدين اعتراض الاحتلال سفينة “مادلين” وتطالب أحرار العالم بتسيير قوافل إنسانية لإنقاذ غزة
أدانت الحركة المدنية الديمقراطية ما تعرضت له سفينة المساعدات الإنسانية مادلين التابعة لأسطول الحرية من قطع للطريق واختطاف طاقمها من قوات الاحتلال الإسرائيلي على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
وتوجهت الحركة المدنية، في بيان صادر عنها أمس الاثنين 9 يونيو 2025، إلى أحرار العالم بعدما عجزت الحكومات عن كسر هذا الحصار بان تسير مئات القوافل الانسانية من أجل إنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة
ففي تطور جديد يُضاف إلى سجل الأزمات الإنسانية في قطاع غزة، اعترضت البحرية الإسرائيلية صباح يوم الاثنين 9 يونيو 2025 سفينة المساعدات “مادلين” التابعة لتحالف “أسطول الحرية” في المياه الدولية، واقتادتها إلى ميناء أشدود، حيث تم احتجاز طاقمها المكون من 12 ناشطاً بينهم شخصيات دولية بارزة مثل الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ والنائبة الأوروبية ريما حسن.
كانت سفينة “مادلين” قد انطلقت من ميناء كاتانيا الإيطالي يوم الأحد 1 يونيو 2025، محملة بمساعدات إنسانية رمزية تشمل مواد غذائية أساسية مثل الأرز وحليب الأطفال، بالإضافة إلى مستلزمات طبية، في محاولة لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 11 أسبوعاً.
وأثناء رحلتها، استجابت السفينة لنداء استغاثة لقارب مهاجرين قبالة سواحل جزيرة كريت اليونانية، حيث أنقذت أربعة أشخاص، وهو ما أبرز الطابع الإنساني للمهمة.
وفقاً لبيانات من الجانب الإسرائيلي، تم اعتراض السفينة في “المياه الدولية” واقتيادها إلى ميناء أشدود تحت حراسة مشددة من قوات الكوماندوز البحري.
وأثارت الحادثة موجةً من الإدانات الدولية، حيث استدعت عدة دول أوروبية، بينها فرنسا وإسبانيا وبريطانيا، سفراء إسرائيل للتعبير عن احتجاجها الرسمي. كما أصدر البرلمان الأوروبي بياناً وصف فيه عملية الاعتراض بأنها “انتهاك صارخ للقانون البحري الدولي”.
من جهتها، دعت حركة “حماس” والفصائل الفلسطينية إلى تحرك عاجل من المجتمع الدولي لوقف ما وصفته بـ”جرائم القرصنة الإسرائيلية”، بينما طالبت منظمات حقوقية، مثل “العفو الدولية”، بالإفراج الفوري عن النشطاء المحتجزين، محذرةً من تداعيات منع المساعدات الإنسانية عن غزة.
وفي الوقت الذي تستمر فيه الضغوط الدبلوماسية، يبقى مصير النشطاء المحتجزين غير واضح، بينما تتسع الدعوات العالمية لمساءلة إسرائيل عن انتهاكات القانون الدولي، ونُقل أفراد الطاقم إلى مطار بن غوريون تمهيداً لترحيلهم إلى بلدانهم.
كان عدد من النشطاء، بينهم غريتا ثونبرغ، غادروا الأراضي المحتلة بالفعل، بينما ما يزال آخرون، مثل ريما حسن، قيد الاحتجاز رغم الضغوط الدولية المطالبة بالإفراج عنهم.
يأتي هذا الحادث في سياق التدهور المتصاعد للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعاني أكثر من 2.1 مليون فلسطيني من نقص حاد في الغذاء والدواء بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد الذي دخل أسبوعه الحادي عشر.
وحذرت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية من أن القطاع يقف على حافة “مجاعة كاملة”، وسط عجز المساعدات الدولية عن تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.