التحالف الشعبي يدين بشدة الانقلاب العسكري في السودان ويدعو للافراج عن القادة المدنيين المعتقلين: نتضامن مع كل مظاهر الرفض والمقاومة السلمية للانقلاب

كتب- فارس فكري

أعلن حزب حزب التحالف الشعبى الإشتراكى إدانته الشديدة للانقلاب العسكري في السودان الذي جري فجر اليوم، متضامنا مع كل مظاهر الرفض والمقاومة السلمية للانقلاب.

ودعا الحزب إلى الافراج الفوري عن كل القادة المدنيين  واحترام الفترة الانتقالية التى تنتهى بانتخابات نزيهة تؤدى لحكم مدنى .

يذكر أن قوات من الجيش السوداني اعتقلت عدد من الوزارء من المكون المدني ورئيس الحكومة فجر اليوم، وأعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد وحل مجلس السيادة الانتقالي والحكومة، متعهدا بتشكيل حكومة كفاءات تدير المرحلة الانتقالية في البلاد، فيما رد العب بمظاهرات خرجت في جميع أنحاء السودان احتجاجا على الانقلاب العسكري داعين إلى عصيان مدني شامل.

وتحت عنوان “ندين بشدة الانقلاب العسكرى فى السودان ” قال حزب التحالف الشعبي في بيان اصدره اليوم:

يعرب حزب التحالف الشعبى الإشتراكى عن إدانته أشد الإدانة للانقلاب العسكرى  الصريح الذى  جرى فجر اليوم فى السودان الشقيق

وتم فى سياقه اعتقال الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء وعديد من الوزراء وأعضاء مجلس السيادة وقيادات الأحزاب السياسية  ، والدفع بقوات أمنية وعسكرية الخرطوم، وما أعقبها من خطاب عبد الفتاح البرهان والذى تضمن حل الحكومة ومجلس السيادة وفرض حالة الطوارئ ، وهو ما يعد انقلابا صريحا على الوثيقة الدستورية والمرحلة الانتقالية الهادفة للوصول الديموقراطية والحكم المدنى و التى تمت صياغتها بمشاركة وضمانات دولية ، والغريب أن البرهان زعم فى نفس الوقت التزامه بالوثيقة الدستورية التى امنتهكها بشكل فظ ، واصدر خلافا لها قرارات لا يمتلك اى شرعية لاصدارها .

 ويتحدث الانقلابيون كذبا كالعادة عن انحيازهم الثورة وتصحيح مسارها وحماية الانتقال الديموقراطى ، والوصول الانتخابات والحرص على السودان وشعبه الذى يحاصرون والاعلان فى أمنه القومى وأدخلوه فى دوامة الانفلات الأمنى والإرادة الخدمى وأشاروا دماء أبنائه . إنها ديكتاتورية جديدة متخلفة لا تقل عن سنوات المخلوع . وهذا الطريق مجرب ومعروفة خطواته القادمة فى تزايد القمع والجلد وعودة التعذيب فى المعتقلات .

 ويؤكد حزب التحالف أن المصاعب التى عاشها السودان فى الأشهر الأخيرة كان للمكون العسكرى الدور الأكبر فيها حيث تغاضى عن قيام أطراف موالية له بإغلاق ميناء بورتسودان الذى ترد منه الإمدادات الأساسية من الوقود والدواء والغذاء ، وعن قيام عناصر موالية له بالاعتصام أمام القصر الرئاسى ، إلا أن مظاهرات ٢١ أكتوبر المليونية كشفت رغم ذلك عن تأييد الشعب السودانى بغالبيته الكبرى للحكم المدنى وفض الانقلاب العسكرى ، وقد جائت الخطوة الانقلابية اليوم  قفزا على الإرادة الشعبية ومخالفة صارخة لها .

  ويدعو الحزب للإفراج الفورى عن كل القادة المدنيين المعتقلين ، وإلى التضامن الكامل مع الشعب السودانى فى كافة مظاهر الرفض والمقاومة السلمية للانقلاب العسكرى ومحاسبة كل من تورطوا فى الانقلاب واراقة دم الشعب السودانى فى كافة المراحل ،  واحترام الفترة الانتقالية التى تنتهى بانتخابات نزيهة تؤدى لحكم مدنى .

قالت لجنة أطباء السودان المركزية في صفحتها على (فيس بوك) إن ثلاثة قتلوا بطلق ناري، بينما سقط أكثر من 80 مصابا في المظاهرات الغاضبة التي يشهدها السودان يوم الاثنين، عقب الانقلاب العسكري.

وكانت قوى الحرية والتغيير في السودان، دعت إلى عصيان مدني شامل في مختلف أنحاء البلاد، ردا على قرارات البرهان.

وبدوره، طالب حمدوك السودانيين بـ”التمسك بالسلمية واحتلال الشوارع للدفاع عن ثورتهم”، وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء السوداني، الذي وضع قيد الإقامة الجبرية في مكان مجهول “ما حدث اليوم يمثل تمزيقا للوثيقة الدستورية”.

وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد وحل مجلس السيادة الانتقالي والحكومة، متعهدا بتشكيل حكومة كفاءات تدير المرحلة الانتقالية في البلاد.

وأكد البرهان في خطاب للشعب، الالتزام بالوثيقة الدستورية، حتى تشكيل حكومة كفاءات وطنية تراعي في تشكيلها التمثيل العادل لأهل السودان قبل نهاية نوفمبر عام 2023، متعهدا بإشراك الشباب في برلمان ثوري يراقب أداءها.

وقبل ذلك، أعلن مكتب عبد الله حمدوك، في بيان، اعتقال الأخير وزوجته من قبل قوة عسكرية اقتادتهما إلى جهة غير معلومة. وقال البيان: “تم اختطاف رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك وزوجته فجر اليوم من مقر إقامتهما بالخرطوم، وتم اقتيادهما لجهة غير معلومة من قبل قوة عسكرية. كما اعتقلت القوات الأمنية بالتزامن عدداً من أعضاء مجلس السيادة والوزراء وقيادات سياسية”.

ودعا مكتب حمدوك الشعب السوداني إلى الخروج والتظاهر و”استخدام كل الوسائل السلمية المعلومة والتي خبرها وجربها، لاستعادة ثورته من أي مختطف”.

في سياق متصل، أصيب 12 محتجا سودانيا على قرارات البرهان، بالرصاص لدى محاولتهم اقتحام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، بحسب ما أعلنته لجنة أطباء السودان في بيان مقتضب على فيسبوك.

يذكر أنه توالت ردود الفعل العربي والدولية بشأن الانقلاب الذي نفذه الجيش السوداني برئاسة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، ضد الحكومة الانتقالية برئاسة عبدالله حمدوك، الذي اعتقله عسكريون واقتادوه وزوجته إلى جهة غير معلومة، فضلا عن اعتقال عدد من أعضاء الحكومة والمجلس السيادي وسياسيين آخرين، قبل ساعات من إعلان البرهان حل المجلس والحكومة وإعلان الطواريء في البلاد.

وقالت وزارة الخارجية إن مصر تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في جمهورية السودان الشقيق، مؤكدةً أهمية تحقيق الاستقرار والأمن للشعب السوداني والحفاظ على مقدراته والتعامل مع التحديات الراهنة بالشكل الذي يضمن سلامة هذا البلد الشقيق، ومؤكدةً كذلك أن أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزء من أمن واستقرار مصر والمنطقة.

ودعت مصر، في بيان للوزارة، اليوم، الأطراف السودانية الشقيقة، في إطار المسئولية وضبط النفس، لتغليب المصلحة العليا للوطن والتوافق الوطني.

كما أعرب البيت الأبيض عن قلقه إزاء التقارير عن انقلاب عسكري في السودان، ودعا إلى الإفراج فورا عن المسؤولين السودانيين.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، إن الحكومة الأمريكية “تشعر بقلق عميق” إزار التقارير التي تتحدث عن انقلاب عسكري في السودان، مشيرا إلى أن هذا الانقلاب “يتعارض مع إرادة الشعب السوداني”.

وأضافت: “نرفض تصرفات الجيش وندعو إلى الإفراج الفوري عن رئيس الوزراء والآخرين الذين وضعوا قيد الإقامة الجبرية”.

وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بواقعة الانقلاب في السودان، داعيا للإفراج فورا عن رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، وأعضاء الحكومة المدنيين.

وعلى حسابه في “تويتر”، قال ماكرون: “تدين فرنسا بأشد العبارات محاولة الانقلاب في السودان”، وأضاف: “نعبر عن دعمنا للحكومة الانتقالية السودانية، وندعو إلى الإفراج الفوري واحترام نزاهة رئيس الوزراء والقادة المدنيين”.

ووصفت الخارجية الروسية الأحداث التي يشهدها السودان بأنها دليل على أزمة حادة ناجمة عن اتباع سياسة فاشلة على مدى عامين، وأكدت ثقتها بقدرة شعب السودان على حل المشاكل الداخلية بنفسه.

وقالت الخارجية الروسية في بيان لها إنه حسب المعلومات الواردة، فقد قامت مجموعة من العسكريين في الخرطوم في ليلة 24-25 أكتوبر، بمحاصرة مقر إقامة رئيس حكومة السودان عبد الله حمدوك، واعتقلت عددا من أعضاء حكومته الانتقالية.

وتابع البيان: “وفي 25 أكتوبر، أعلن رئيس المجلس السيادي القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان قرارا بحل المجلس والحكومة الانتقالية، كما أعلن حالة الطوارئ في البلاد”.

وقال البيان: “ننطلق من حقيقة أن مثل هذا التطور للأحداث في السودان أصبح دليلا على أزمة حادة وشاملة طالت كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد”.

وأضاف: “هذه نتيجة طبيعية لسياسة فاشلة تم اتباعها خلال العامين الماضيين، حيث تجاهلت السلطات الانتقالية ورعاتها ومستشاروها الأجانب حالة اليأس والبؤس التي عانت منها الغالبية العظمى من السكان”.

وأشار البيان إلى أنه “أدى التدخل الأجنبي واسع النطاق في الشؤون الداخلية للبلاد إلى فقدان ثقة مواطني السودان بالسلطات الانتقالية، ما تسبب باندلاع احتجاجات متكررة وأثار حالة من عدم الاستقرار العام في البلاد، بما في ذلك الانعزال الفعلي لعدد من مناطقها”.

وأضاف البيان: “نحن مقتنعون بأن بإمكان السودانيين بل ويتعين عليهم حل المشاكل الداخلية بأنفسهم وتحديد اتجاه التنمية السيادية لبلدهم انطلاقا من المصالح الوطنية، ستواصل روسيا احترام خيار الشعب السوداني الصديق وتقديم كل المساعدة اللازمة له”.

ودعت وزارة الخارجية السعودية، جميع الأطراف السياسية في السودان إلى الحفاظ على كل ما تحقق من مكتسبات سياسية واقتصادية، معربة عن قلقها من الأحداث الجارية هناك.

وأعلنت الخارجية السعودية، في بيان لها، أن “المملكة تتابع بقلق واهتمام بالغ الأحداث الجارية في السودان”، داعية إلى أهمية ضبط النفس والتهدئة وعدم التصعيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *