الأسواق العالمية تهتز.. وول ستريت تسجل أكبر خسائرها منذ 2022 بسبب مخاوف الركود
درب
شهدت الأسواق العالمية موجة ذعر كبرى خلال تعاملات اليوم الاثنين، حيث تكبدت المؤشرات الأمريكية خسائر هي الأكبر منذ عام 2022، وسط عمليات بيع مكثفة للأسهم، خاصة في قطاع التكنولوجيا، بفعل تزايد مخاوف المستثمرين من دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود.
وتراجع مؤشر “داو جونز” بنسبة 2.08%، فاقدًا نحو 889.8 نقطة ليصل إلى 41912.35 نقطة، كما سجل مؤشر “S&P 500” انخفاضًا بنسبة 2.69%، ليصل إلى 5614.7 نقطة، في أسوأ أداء له منذ عام. وتكبد مؤشر “ناسداك” التكنولوجي أكبر الخسائر، متراجعًا بنسبة 4% إلى 17468.3 نقطة.
وتأثرت أسهم الشركات الكبرى بشكل حاد، حيث هوت أسهم “تسلا” بنسبة 15%، كما انخفض سهما “ألفابيت” و”إنفيديا” بنسبة 5% لكل منهما.
وتأتي هذه الخسائر في ظل تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث فرضت بكين رسومًا جمركية إضافية تتراوح بين 10% و15% على الواردات الزراعية الأمريكية، ردًا على قرار الرئيس دونالد ترامب بزيادة التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية بنسبة 10%.
وقال وليد علام، خبير أبحاث السوق والتداول بشركة “تريليوم فاينانشال بروكر”، في تصريحات نقلتها صحيفة “الشروق”، إن جميع المؤشرات الاقتصادية تشير إلى احتمالية دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة من “الركود التضخمي” بسبب سياسات ترامب التجارية، ما تسبب في موجة بيع مكثفة في الأسواق المالية.
وأشار علام إلى أن الخسائر لم تقتصر على سوق الأسهم، بل امتدت إلى أسواق السندات، حيث تراجعت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 3.90%، فيما انخفضت عوائد السندات لأجل 20 عامًا إلى 4.22%. كما قفز مؤشر “الخوف” في وول ستريت بنسبة 14.5% ليصل إلى 26.75 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ ديسمبر الماضي.
وفي ظل هذه الأوضاع، خفّض بنك “جولدمان ساكس” توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي لعام 2025 من 2.4% إلى 1.7%، بسبب تأثيرات الحرب التجارية التي يقودها ترامب.
وعلى الرغم من تصاعد المخاوف، رفض ترامب في مقابلة مع “فوكس نيوز” الاعتراف بوجود تهديد حقيقي على الاقتصاد الأمريكي، مؤكدًا أن بلاده تمر بـ”مرحلة انتقالية”، واصفًا سياساته بأنها “خطوة كبيرة للأمام”.
وامتدت تداعيات الأزمة إلى أسواق النفط، حيث تراجعت العقود الآجلة لخام “برنت” بنسبة 1.73% إلى 69.14 دولارًا للبرميل، كما انخفض خام “غرب تكساس” بنسبة 0.21% إلى 65.7 دولارًا للبرميل. ومع استمرار التصعيد التجاري والمخاوف من تباطؤ اقتصادي حاد، تتجه أنظار المستثمرين نحو الاحتياطي الفيدرالي، وسط توقعات بتريثه في خفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يزيد من اضطرابات الأسواق خلال الفترة المقبلة.