اغتيال الناشط والكاتب اللبناني لقمان سليم بعد ساعات من اختفائه.. وأصابع الاتهام تتجه نحو حزب الله

 وكالات

 عثر على جثة الناشط والكاتب اللبناني لقمان سليم مصابة بطلق ناري في الرأس داخل سيارته في منطقة النبطية، اليوم الخميس، بعد ساعات من الإعلان عن اختفائه.

 وبناء على إشارة النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان، نقلت جثة الناشط لقمان سليم الى مستشفى صيدا الحكومي، بعدما أنهى الطبيب الشرعي الدكتور عفيف خفاجة الكشف عليها، وتبين أنها مصابة بخمس طلقات نارية، 4 في الرأس وواحدة في الظهر، وتتواصل التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة.

وكشفت الاعلامية نيكول حجل عبر حسابها على “تويتر” عن تهديدات كان يتلقاها لقمان سليم ويعود تاريخها للعام 2019.

وأفادت مصادر امنية لقناة “الجديد” أنّ “هاتف الناشط لقمان سليم عثر عليه على بعد نحو 300 متر من المنزل حيث كان سليم في بلدة نيحا قبل ان يتم اختطافه واغتياله في احدى الشوارع الفرعية من بلدة العدوسية”.

جاء ذلك بعد أن نشرت رشا سليم (الأمير)، شقيقة لقمان، على حسابيها على فيسبوك وتويتر، نبأ فقدان الاتصال بشقيقها بعد خروجه من منزل أحد أصدقائه في بلدة صريفا قضاء صور.

 وكتبت في تغريدة فجر الخميس إن شقيقها لا يجيب على هاتفه منذ مساء أمس، وقد وجد الهاتف في خراج بلدة صريفا، مرميا في إحدى الحقول على طريق فرعي.

وقالت رشا إنها لا تتهم أحدا في اغتيال أخيها، لكن “المسؤولون عن الجريمة معروفين، هم قاموا بتوجيه أصابع الاتهام لأنفسهم، من المعروف من هو المتحكم في هذه المنطقة”.

وأشارت رشا إلى أن شقيقها قد سبق وتعرض لتهديدات متنوعة، وصلت إلى منزله، متهمة أن هؤلاء الذين سبقوا أن هددوه في بيته هم الضالعين في قتله.

 كان الناشط الراحل تحدث عن تجمع للعشرات أمام منزله في حارة حريك بالضاحية الجنوبية في بيروت، تزامن مع اعتداء مماثل نفذه مؤيدون لحزب الله وحركة أمل واستهدف خيمة لنشطاء في بيروت.

وتابعت رشا: “هذه الخسارة لكل لبنان والقتل عمل وضيع، ويعطي مثالاً خاطئاً للعالم واننا نقتل من يخاصمنا بالرأي، والقتل هي لغتهم الوحيدة، والمنطقة التي قتل فيها معروف من المسؤول فيه”.

وحذر تيار المستقبل التابع لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، من عودة مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين.

 وأعرب في بيان اليوم عن استنكاره بأشد العبارات لهذه “الجريمة النكراء”، مطالبا الجهات المختصة بالعمل على جلاء الحقيقة بأسرع وقت.

كما شدد وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي على أن ما حصل جريمة مروعة ومدانة، قائلا في تصريحات صحفية “أجريت اتصالات مع قادة الأجهزة الامنية لمتابعة تداعيات اغتيال الباحث والناشط السياسي لقمان سليم.

يذكر أن المعارض الشيعي لطالما انتقد حزب الله وسلاحه، معتبرا أن أجنداته خارجية، تقدم مصلحة إيران على مصلحة لبنان، وما فتئ يعتبر أن الحزب يمارس سلطة القمع والرقابة على عقول مناصريه.

وكان تعرض سابقا لحملات تخوينية عدة من قبل موالي وأنصار الحزب وحركة أمل، حتى أنهم دخلوا العام الماضي حديقة منزله، تاركين له رسالة تهديد، وملوحين برصاص وكاتم صوت، ما دفع الباحث إلى إصدار بيان حمل فيه مسؤولية تعرضه لأي اعتداء إلى أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وحركة أمل برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وولد لقمان في حارة حريك بضاحية بيروت عام 1962، ثم انتقل إلى فرنسا في 1982 لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون،

وعاد إلى العاصمة اللبنانية في 1988.

عام 1990 أسس دارا للنشر تهتم بنشر الأدب العربي ومقالات ذات محتوى مثير للجدل، تتراوح منشوراتها بين الكتب التي يحظرها الأمن العام اللبناني وحتى الترجمات العربية الأولى لكتابات محمد خاتمي الرئيس الإصلاحي الإيراني السابق والتي أثارت جدلاً داخل المجتمع الشيعي في لبنان.

إلى ذلك، كان يدير مركز “أمم للتوثيق والأبحاث”، الذي يخصص جزءاً كبيراً من الموارد لتسجيل التاريخ اللبناني وجمع الوثائق التاريخية.

تميز بمواقفه الصلبة من حزب الله، ما عرضه للعديد من حملات تشويه الصورة والتخوين والاتهام بالعمالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *