إلهامي الميرغني يكتب: 16 مارس يوم المرأة المصرية
يوم 8 مارس يتم الاحتفال بيوم المرأة العالمي، وهو يوم إضراب النساء العاملات في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1945، اجتمع أول اتحاد للنساء الديمقراطيات العالمي في باريس، ولذلك اعتُبر اليوم احتفالًا عالميًا بيوم المرأة. وكانت بعض الدول مثل الاتحاد السوفيتي والصين وكوبا تمنح النساء العاملات إجازة مدفوعة الأجر في هذا اليوم. ورغم مشاركة النساء في مصر وكل دول العالم في هذا اليوم، فإننا في مصر نحتفل بيوم المرأة المصرية في 16 مارس من كل عام، وهو اليوم الذي تظاهرت فيه السيدة هدى شعراوي و300 سيدة مصرية، رافعات أعلام الهلال والصليب كرمز للوحدة الوطنية، ومنددات بالاحتلال البريطاني والاستعمار في 16 مارس 1919، في ذروة الثورة الوطنية المصرية، حيث استشهدت السيدة حميدة خليل، أول شهيدة مصرية من أجل الوطن. وبعد ثلاث سنوات، قادت السيدة هدى شعراوي مظاهرة نسائية أخرى لتأسيس أول اتحاد مصري للمرأة، وكان هدفها تحسين مستوى تعليم المرأة وضمان المساواة الاجتماعية والسياسية للنساء.
لذلك، فإن عضوية المرأة في مجلس النواب والقضاء والتدريس في الجامعات لم تأتِ منحة، ولكنها كانت نتيجة تاريخ من نضال النساء في مصر من أجل حقوقهن الاقتصادية والاجتماعية. وفي 13 مارس 2025، نحتفل بيوم المرأة المصرية ونتذكر زميلتنا شهيدة الورود شيماء الصباغ، التي سقطت شهيدة وهي تحمل الورود في ذكرى ثورة يناير. ولا بد، ونحن نحتفل بيوم المرأة المصرية، أن يكون هذا اليوم في عام 2025 باسم الأستاذة الدكتورة ليلى سويف، التي تضرب عن الطعام منذ أكثر من 160 يومًا من أجل حرية علاء عبد الفتاح، الذي أنهى مدة محكوميته منذ شهور ولم يتم إطلاق سراحه. وليلى سويف رمز للأم المصرية، ونحن على بعد أيام من الاحتفال بعيد الأم، هي وإكرام خليل وكل أمهات وزوجات وأخوات وبنات سجناء الرأي في مصر.
تحية إلى سلوى رشيد، زوجة زميلنا العامل شادي محمد، ورفيدة حمدي، زوجة محمد عادل، وزوجة المهندس يحيى حسين عبد الهادي، والدكتورة ندى مغيث، زوجة المترجم ورسام الكاريكاتير أشرف عمر، والسيدة نجلاء سلامة، زوجة الأستاذ عبد الخالق فاروق، وكل زوجات وأمهات وأخوات وبنات سجناء الرأي، اللاتي يتحملن المسؤولية في ظل غياب الزوج، إضافة إلى عبء الزيارات في السجون وأعبائها المادية والنفسية.
تحية لزوجة الزميل سامح زكريا، العامل في الإسعاف والمعتقل منذ شهور، وكذلك زوجات وائل أبو زيد ومحمد محمود طلبة من عمال المحلة، وزوجة زميلنا الأستاذ هشام البنا من وبريات سمنود. بل تمتد التحية إلى زوجات زملاء غيبتهم السجون ثم غيبهم الموت، مثل زميلنا رشاد كمال من السويس.
تحية وتقدير إلى عاملات وبريات سمنود، اللاتي شاركن في الإضراب، وتم القبض على ثمانية منهن من منازلهن ثم أُفرج عنهن، وتحية لعاملات شركة “تي آند سي” للملابس الجاهزة في العبور لمشاركتهن في الإضراب من أجل تحسين الأجور، وكذلك لعاملات شركة “إينوفا” للسيراميك في الفيوم.
تحية للنقابيات في النقابات العمالية والمهنية، الدكتورة منى مينا، والمهندسة إيمان علام، والأستاذة أمينة شفيق، وكل نشطاء العمل النقابي العمالي والمهني. تحية إلى هالة شكر الله، والأستاذة جميلة إسماعيل، والدكتورة كريمة الحفناوي، وتحية إلى إلهام عيداروس، وسوزان ندا، وكل قيادات العمل السياسي والأحزاب.
تحية للمرأة المعيلة في كل محافظات مصر، التي تتحمل وحدها مسؤولية الأسرة في ظل غياب الزوج أو وجوده الشكلي، وتحية لكل الموظفات والعاملات اللاتي يمارسن أدوارًا متعددة داخل الأسرة. وتحية للباحثات وأساتذة الجامعات اللاتي يقدمن للعلم كل جديد.
يأتي يوم المرأة المصرية هذا العام، ومجلس النواب يناقش مشروع قانون العمل، ومن المهم التركيز على مطالبنا الخاصة بالمساواة في الأجور بين النساء والرجال، ومساواة عمال القطاعين العام والخاص بموظفات الحكومة من حيث مدة إجازة الوضع وعدد مرات منحها، إضافة إلى التأكيد على أهمية توقيع مصر على اتفاقيات منظمة العمل الدولية الخاصة بالتحرش في أماكن العمل وحقوق عاملات المنازل، اللاتي يتجاهلهن قانون العمل.
إن يوم المرأة المصرية هو يوم للاحتفاء بنساء مصر ودورهن في الحياة والتنمية وصنع المستقبل. وكل عام وأنتن جميعًا بخير.