أحمد فوزي يكتب: في نقد الحركة المدنية

مش عارف إيه اللي يخلينى أكتب أي حاجة عن السياسة، بس أعمل إيه لما صحتى بتتعب وبفرفر، ممكن أكتب علشان مطقش، واتمنى دي تكون آخر مرة .
ناس كتير بتقدم نقد للحركة المدنية وأحزابها، وده ضروي ولازم وفرض عين، أنا هنا مش باتكلم عن الشتيمة والتفاهة لأن ده ملهوش علاقة بالسياسة، وكمان مش باتكلم عن العدمية اللي فى المطلق.
1- إيه هى الحركة المدنية اللي كنت أنا بشكل شخصى واحد من 10 أو 15 واحد بالكتير، بنفكر نأسسها، ولحد انتخابات الرئاسة 2018 ، طلبت من أطرافها اللي هما إما اخواتى الكبار أو زملائي أنا محدش يكلمنى وأني بطلت خلاص ومش عايز، والحقيقة هما ناس محترمة ومحدش كلمني غير ناس قريبة مني بندردش، طب بطلت ليه خايف مثلآ مع أن الخوف ده إحساس ممكن الانسان يمر به، لا الحقيقة لأني مريت بتجارب أقسى من كده كفاية إننا كنا بنمشي فى طرق فيها قناصة أيام الثورة ومش عارفين راجعين و لا لأ، أو دخلنا التحرير يوم موقعة الجمل وما احناش عارفين حنخرج ولا لأ، أو قاومنا تيار سياسي فاشي زي الإخوان وكان ممكن يموتنا عادي، وحتى السلطة دي عارضنها ولسه بنعارضها، بس ممارسة السياسة، فى بلد ماتت فيها السياسة ده إهانة وقلة قيمة وعدم جدوى وكمان التعرض لمخاطر ببلاش بلا ثمن.

الحركة المدنية هى حركة فى الأصل، تهدف لتحقيق إصلاحات سياسية وديمقراطية، يعني هي في الأصل مش بتاعة تغيير جذري، وهي بتعمل فى إطار الدستور والقوانين الموجودة، وبمعنى آخر رغم إنه إجابة تافهة فهى تعترف بشرعية السلطة دي، الحقيقة أنا معرفش أصلآ موضوع الشرعية ده أكل نافوخ ناس، وشرعية إيه أصلا اللي قوى سياسية ضعيفة، تديها لسلطة قوية ومتحكمة فى كل شيء، هو يعنى لو معترفتش بشرعيتها حتتخض مثلا، كلام من وجهة نظري تافه لأنه لن يغير من الوضع شيء، إذن فالحركة مثلا تدخل انتخابات برلمانية ولكن بشروط أو حتى من غير شروط، تنافس فى انتخابات رئاسية بشروط او من غير شروط ، فعندما تدعى لحوار لازم وواجب تروح، بشروط بقى من غير شروط ده تقييمها هى على فكرة، علشان كده هى مش زى حضرتك لا مقدمة طرح لتغيير جذرى ولا عايزه أصلا وكمان هى موقفها واضح من الإخوان المسلمين، خصم لها زى السلطة بالظبط ، دا ما يمنعش إن فيه اطراف فى الحركة شايفة ان لازم كوادرها تتقدم لمحاكمات عادلة وأن اللي تجاوز مدد الحبس الاحتياطى يخرج، هل الحركة دى معطلة أي تغيير جذرى حضرتك ممكن تعمله أبدًا، هل انت بادرت بأي حاجة وهي ميعت لحضرتك الصراع أبدًا، طب انت طالب منها ايه تحديدًا، السؤال ده مش للإخوان لأن هما الحقيقة لو مش فاهمين ان الكوارث اللي احنا فيها يتحملوا منها نسبة تعدى 50 % يبقى عندهم مشكلة وفي ظل عدم اعترافهم بده لن أهتم برأيهم.

2- يطالب بعض المواطنين، أن تشتبك الحركة المدنية، مع المطالب الاجتماعية العادلة للمحامين والمهندسين، أو أن تأخد الحركة موقف من قضايا اجتماعية وقرارات اقتصادية، و هنا بقى نأتى لتعريف الفرق بين الائتلافات والأحزاب، الحزب عنده برنامج له انحيازات واضحة اجتماعية وسياسية يختار من يدعمهم وبعد الشر عننا اللي بيدعمهم دول بيصوتوا له فى الانتخابات، انما الائتلاف اللي زى الحركة المدنية الحقيقة هو ائنلاف من احزاب و تيارات فرأي التحالف الشعبى مختلف عن المحافظين، مختلف عن الإصلاح والتنمية انا هنا بأدي مثل، فى القضايا الاجتماعية، لأن فى الحركة فيه ليبرالي ويساري وديمقراطي اجتماعي وقومي و ناس فيهم معرفش اصلا ايدلوچيتها ايه، أو هي بتشتغل سياسة ليه من اصله، منين الناس دي حييقى عندها رؤية واحدة فى القضايا الاجتماعية، معرفش الصراحة، ممكن اصلا يكون فيهم ناس مع قرض الصندوق و فى لأ، فى ناس شايفة الأزمة ادارة مش توجهات، فمعرفش ازاي انت بتطلب منهم رؤية اقتصادية و اجتماعية، يجمع بينهم وفقط أن هناك أزمة سياسية ومجال عام مغلق هما مع بعض من أجل محاولة فتح المجال ده، أي حاجة تانية صعب تطالبهم فيها بموقف حتى لو بيعملوه ، علشان كده لجنة اسكان لجنة مواصلات لجنة تعليم ، ده أي كلام وحاجة كده زى حوار الاديان، و يطلع من ناس يا بتريح بعض، يا مش فاهمة انا آسف، لان ده مش أولوية الحوار الحقيقة ومايقدروش لا هما و لا غيرهم عبر تاريخ البشرية يتفقوا على رؤية اجتماعية واقتصادية، ولو كده يبقى مفيش احزاب بقى ولا تيارات فى الحوار. فما يجب ان نحاسبهم عليه هو طريقة ادارتهم للهدف اللي اتجمعوا عليه.
طبعا هذا لا يعفي أحزاب الحركة منفصلة من المساءلة على مواقفها، فمن وجهة نظري يأخذ على أحزاب الحركة أو شخصياتها المستقلة من خلفية يسارية أو قومية عدم تقديم نقد واضح لتوجهات الدولة الاقتصادية سواء الأحزاب منفردة أو بتصور جامع لتلك الأحزاب فى رؤية اقتصادية ببرنامج حد أدنى، على العكس فى رأيي أن شخصيات ليبرالية اتتقدت بشدة أداء السلطة الاقتصادي وكان لها طلبات تفصيلية بينما قدمت الأحزاب اليسارية إما شعارات فضفاضة أو نقد عام ، ربما أحد أعذاره بجانب تقييد عمل الاحزاب هي غياب المعلومات والتعتيم عليها.

قراءة لموقف السلطة:
فيما يخص موقف السلطة ، الحقيقة أنا معرفش السلطة دعت ليه لحوار، بجد مش عارف، أولًا لان مفيش معلومات، ثانيا هى مفيش مرة قالت فيه حاجة غلط، يعنى عندها “برلمان منتخب” زي ما بيقولوا، وبيشرع قوانين كمان، فمعرفش هى ليه عايزة تاخد رأي المعارضة في الاقتصاد في التعليم في الصحة طالما زي ما بيقولوا فيه برلمان بيشرع ، هى المعارضة مش المفروض تكون ممثلة في البرلمان ده، طيب على لسان معظم مسئولى الدولة بيتقال المعارضة اصلا لا فاهمة و لا بتفهم و لا عندها حاجة تقدمها وبتوع شعارات طيب فيه ايه اومال، وليه بتعملوا الحوار لما كله تمام ومفيش ناس بتفهم، بالاضافة ان فيه ناس كمان شايفينهم خونة وعملا وطابور خامس وناس منهم مسجونة أو لسه طالعة من السجن، دول نفسهم اللي مش عاجبين معارضة تانية جذرية، وبتتهمهم انهم أبواق للسلطة ، اه و الله زى ما بقولك كده.
أما بالنسبة للديمقراطية وحقوق الانسان، فالسلطة رأيها واضح، احنا كويسين جدا جدا ، وبنحسن الوضع ، والمساجين دول جنائيين والاچندات واضحة، طيب ليه السلطة عايزة رأي المعارضة او بتعمل معها حوار، اكيد مثلا عندها شعور ان فيه ازمة سياسية هى بتقول لا ، انا مليش دعوى ان عضو برلمان من الاغلبية يطلع يقول الحوار مش سياسي يناقش ازمة المواطنين ، طب ما يا افندم ما هو مفيش ازمة اصلا ده انت اللي بتقول كده، وانت فى البرلمان ومؤيد للسلطة وراضى عن الحكومة، عايز ايه؟ طب ما تشرع و تنفذ، طب مفيش ازمة سياسية من وجهة تظر السلطة طب هي عايزه حوار ليه؟، ممكن يكون صدقة المعارضة صعبت عليها، وطبعا زمانها بتقول حد يرفض الصدقة وخصوصا لو فقير وغلبان؟
باختصار ومن غير ما نلف وندور، الحركة المدنية وأحزابها راحت الحوار علشان تخرج ناس مسجونة وتفتح المجال شوية ، فى رأيي انها حققت 50 % من أهدافها مع مراعاة قدراتها، خرجت عدد من السجون عبر استعطاف او محايلة او تفاوض عبر أطر مختلفة إما بالعفو الرئاسى أو بقرار من النائب العام ، وبعض أطراف الحركة ترى إن دا غير كافى لحوار كويس، وبعضها يرى انه كاف.
لكن أن أجد معارضين مثلا مش عاجبهم ان حمدين صباحى زعيم الحركة دي يقول ان الحركة تهدف لتغيير السلمى، اومال انتم عايزين ايه، ده الكلام ده زعل السلطة منهم، ولسان حالها أكييد تغيير ايه يا جماعة اصلا ، انت بقى حضرتك معجبكش كلام حمدين اللي قاله عن التغيير السلمى فلازم تقول عايز ايه وهتعمل تغيير إزاى، وهل انت قده، طب شروطه الموضوعية والذاتية متوفرة ، طب البلد دي باوضاعها الاقتصادية و الاجتماعية، وصندوق النقد وان مفيش معارضة لانه مفرض عليها حصار لسنوات طويلة وكوادرها اتبهدلت ، متصور ان التغيير ده بسيناريو ايه، مظاهرات مثلا، لم تنجح فى يناير وشروط التغيير كانت افضل حينج ازاى دلوقتى، طيب هل شغلهم دا ممكن بيساهم في تهيئة الشروط ؟ دا سؤال برضو
من المنطلق ده ولاننا محتاجين سياسة فأنا شايف إنه يجب أن يتم حوار جدى بين الحركة المدنية وأطراف من خارجها اللي لهم انتقادات عليها وطبعا من وجهة نظري الاخوان مش ممكن يكونوا طرف في ده لأسباب كتير.
ويجب ان تتجاهل الحركة أي كلام عن قضايا خارج الأزمة الحقيقة وهى الأزمة السياسية فى الأصل، ازمة التنظيم، ازمة تواجدها فى البرلمان، ازمة الاعلام ، مشكلة تجريم العمل السياسي، محاولة خروج اكبر عدد من المحبوسين.
اما انك تغرق فى أزمة الإسكان وأزمة المياه وأزمة السباكة وأزمة الكرة وأزمة حاجات انت مش متفق فيها مع ناسك دى مشكلة والازمة الاقتصادية دى اصلا مدخلها سياسي فى الاصل، أما الناس اللي بتقولك الناس مش مهتمة بالسياسة ومهتمة بالاسعار عيب سياسي يقول كده لان عدم ربط ده بالسياسة هبل ، وان مفيش اصلا غير اقتراحات حماية لفقراء والطبقة المتوسطة واقتراحات لادارة الاقتصاد، انما المعارضة تحتاج لايه تحتاج لنفس تحتاج لفتح جزئى لمجال العام تحتاج ان يتعافى اعضائها ينزلوا من بيوتهم و يناموا فى امان، تحتاج شراكتها و لو بجزء نادر فى التشريع، تحتاج عودة مواقعها المحجوبة، تحتاج قانون يضمن خروج برلمان متوازن، ومجالس شعبية محلية، تحتاج للحق فى بناء نقابات تتفاوض باسم اصحاب المصالح، ودا مدخل رئيسي للتعامل مع الازمات المختلفة وفي مقدمتها الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، بلا دوران حوالين نفسك ومزايدة أو خنوع.8m

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *