أحمد إبراهيم غباشي يكتب: عن الحجاب.. والحلوى المكشوفة

الحرب ليست على الإسلام، ولا الحجاب والله العظيم. الاعتراض والاختلاف على الأيدولوجية السياسية المتطرفة. جداتنا كن خلوقات وعفيفات، وكن بدون حجاب، فقد كان جل التركيز على الأصول والقيم والأخلاق.
ولكن في نظر الإخوان طبعا كنا فساق ومحتاجين فتح إسلامي من جديد! دخل الحجاب مصر وتلاشى معه كل جميل وأتى معه كل قبيح.
ولأنه كان أداة سياسية لفرض سيطرة الإخوان على الساحة، تجده الآن مظهرا بلا جوهر. رغم أنه لم يفرض قانونا، ولكنه فرض بطرق أخرى.
فرض بكل طريقة إلا إنه يتقال إنه فرض ويقطم! تم استخدام كل الوسائل النفسية الخبيثة كطريقة لفرضه، وذلك لأن الهدف سياسي وليس ديني. أقنعوا النساء أنهن بدونه حطب جهنم وأنه علامة العفة الوحيد وأنهن بدونه كالزانيات والعياذ بالله.
أقنعوا النساء أنه ضمان الجنة، وإذا فعلت الموبقات؛ كأنهم يقولون “اعتنقي الحجاب وائتي ما شئت من المحرمات”.
لذلك تجد الأسرة المصرية المتوسطة غير المتدينة أصلا تفرض الحجاب وتتزمت فيه دونا عن سائر العبادات.
لو فكرت مثلا، ستجد أن الحث على الصلاة أولى بهذا التزمت. ولكن عزيزي، الحجاب فقط وليذهب فقه الأولويات للجحيم.
انشغل الشيوخ بملابس المرأة انشغالا تاما، تقولش من أركان الإسلام؟ حتي إذ لا تجد إلا قلة قليلة منهن يصلين حتى! زرعوا إحساس الفوقية بهن، وقاموا بتعهير غير المحجبة والخوض في عرضها! قال أحدهم بالنص أن ملابسها دعوة لأن يزنى بها! أعوذ بالله! ظهر العنف من أجل الحجاب.
بدأ بتعهير وتشييئ وإرهاب من الشيوخ في المجتمع. زرعوا بالنساء الإحساس بالخزي والعار من أجسادهن ليغطوهن.
فين القناعة التامة بقى؟ تكلموا بكلام فج عن جسد المرأة، وكأنها وعاء جنسي متحرك! شبهوا المرأة بكل جماد في الدنيا. مرة حلوى. مرة برتقانة. مرة سلك كهربا.
(والله ما بهزر) قاموا بالتدليس حتى يخدموا أجندتهم. ولا واحد من الشيوخ كمل الجملة.
“الحجاب فرض علي المرأة المسلمة” طب كمل الجملة! لأ عمره ما هيقولك الحرة عشان ده مبيخدمش أجندته.
قاموا بتأليف قصص من وحي الخيال عن تغسيل أموات لم يكن محجبات للتخويف.
لن أنسى القصة التي رواها المدعو شومان عن البنت اللي كان جسمها بيتهري وقت ما كانت بتتغسل قال عشان مكانتش محجبة! طب هو جسمها عرف منين هي حرة ولا أمة عشان يتهري؟ مسرحية هزلية فعلا! قاموا بالاغتيال العاطفي والنفسي على كل ذكر في عائلة غير المحجبة. صدروا خطابا تحريضيا من قبيل “متبقاش ديوث!”. لعبوا على مشاعر الرجال “الغيورين” وأقنعوهم إن عدم تعنيف ستاتهم للبس للحجاب قوادة عليهم!!! تفوه رجال الدين بهذا السم، فتجرعه المجتمع ليكمل لهم المشوار المتطرف ويخدم سياستهم. والله وصل الحال بأتباعهم أن يكذبوا على النبي ويألفوا أحاديثا! هناك حديث يحتج به مجاهدي الفيسبوك يقول أن الرسول قال أن إظهار المرأة شعرة واحدة من شعرها يخرجها من الإسلام!
ده صحيح ايه ده؟ صحيح حمادة المصري. تحول الحجاب من دين إلى مجرد أداة ذكورية سياسية، وحط تحت ده مليون خط.
مثال: شوف كدة إيران واللي كان بيحصل فيها من تشويه بالحمض لوجوه سيدات لم يلتزمن بــ “الحجاب”…ده دين؟؟؟؟ بالزمة؟ ده إرهاب!!! ده داعش ميعملوش كده! مثال آخر: المتحرش المتدين اللي بيتحرش بالسيدات الغير محجبات عشان ترجع البيت تقول “ايه ده أنا لازم أتحجب!” (في مخيلته طبعا)… طب يا سيدي انت بقيت دلوقتي من المتحرشين اللي الحجاب (في عرفك) اتفرض عشان يحمي منهم! الكلام ده يوقع كل مبرراتهم وحججهم الملتوية. بس المتحرش المتدين ده ماشي على غرار العظماء… “لا حرمة لها” من أكبر الأدلة أنه لم يعد دينا هو أن اليوم تجد السكير يتحدث عن ملابس المرأة! أصبح الحجاب مجرد علامة وشكل، دون مضمون. فتلاقي اللي خانت جوزها في الأونة الأخيرة لابسة طرحة.
هل ده “حجاب”؟ ولا مجرد تنكر لسيدة سيئة الخلق في مجتمع اعتبر الحجاب دليل للشرف؟ أصبح “المحجبات” بيعملوا في شكلهم البدع، من غير ما تقلع الطرحة طبعا، كنوع من التحايل. ترضي المجتمع، وفي نفس الوقت تتزين اللي هو ضد مفهوم الحجاب في عرفهم! تلاقي التنمر والبهدلة بكل أنواعها على غير المحجبة، ووصفها بالعاهرة حرفيا وتخصيصها بالتحرش. وتلاقي الحرب تشن على من تخلع الحجاب بمحض إرادتها، زي ما حصل مع الجميلة حلا شيحة.
أقنع رجال الدين والمجتمع السيدات إنهم أحلى بالحجاب وفي نفس ذات الوقت الحجاب بيداري جمالهم الشيطاني الفاتن (أنا دماغي بتلف) برروا التحرش بغير المحجبة (وبالمحجبة كمان بالمرة) قاموا بالتنمر على شكل الفتيات المصريات وقول أنهن لسن حتى “جميلات” كي يتركن الحجاب، كأن مظهرهم ملوث فيجب أن يحتجبن! متخيلين التلاعب والإلتواء واصل لحد فين؟ حَطوا التحرش مع الحجاب في نفس السياق. تحول الحجاب بالنسبة لهم إلى هوس أدى لإزهاق أرواح بريئة.
مش هنسى أبدا البنات اللي اتفحموا في مدرسة في مكة عشان مكانوش ينفع يخرجوا ولا رجال المطافي تدخلهم وهما مش لابسين حجاب! لا أدري ما هذه العقلية صراحة.
كيف يكون تركيزهم مع شعر المرأة حتى في الأوقات الحرجة التي بين الحياة والموت؟ مع الكل المصايب دي، مش هستغرب لو ظهرت طائفة تهاجم الحجاب ككل. ولكن اعتراض التنويريين مش على الحجاب، الاعتراض على الأيدولوجية السامة المعقدة اللي شرحتها دي. لما يتحول الدين لسياسة هدامة، يبقى متجيش تقولي ده دين وتتهمني بالزندقة لما أقول إن السموم دي مش من الدين.
أنا لا أحمل أي كراهية للحجاب، ولكن أتمنى أن نفصل بين سمومنا الذكورية وبين دين الله الذي لا يفرق بين ذكر وأنثى في القيمة الإنسانية. خلينا نختم بمقولة الجميلة فاتن حمامة “حجاب المرأة هو عقلها وعندما يهترئ ذلك الحجاب يهترئ معه شرفها حتى و لو تبرقعت بالحديد”. هل كانوا كفار أو زناة ارتدوا الحجاب عزيزاتي إن شئتم، ولكن ككمالة وليس كأساس؛ بعد الاهتمام بالأصول والأخلاق.
ارتدوه للتقرب من الله فقط واذا دعوتم له فادعوا بدون ألاعيب نفسية خبيثة! ورجاء لا تحقروا ممن لا يرتدونه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *